تستنكر منظمة الخضر الاوربية الكوردستاننية، وللمرة الثانية ،الاعتداءات السافرة للقوات التركية من جانب، والايرانية من الجانب الآخر، على الاراضي والمناطق الحدودية العراقية، حيث تتعرض قرى كوردستانية – عراقية إلى قصف جوي ومدفعي مستمرمنذ اكثر من ستة اسابيع ، موقعة خسائر كبيرة في الارواح والممتلكات لسكان هذه القرى الآمنين المسالمين، ومتسببة في اشعال الحرائق في الجبال وتلويث البيئة وتهديم الدور والجسور وحرق مراعٍ واسعة في المنطقة وهجرة أهاليها.
وتمارس الحكومتان التركية والايرانية سياسة صم الاذان على الرغم من حملات الاستنكار والادانة والتنديد الجماهيرية الكثيرة في داخل العراق وخارجه ضد هذه الاعتداءات، كما تعاملت الحكومتان الايرانية والتركية بلامبالاة واضحة تجاه المطالبات باللجوء الى الحلول السلمية لحل المشاكل القائمة.
هذا المبرر غير الواقعي التركي والايراني, بكون قواتهما تطارد تجمعات مسلحة معارضة من حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا وحزب الحياة الحرة الكردستاني المعارض لطهران (بيجاك)، مع العلم ان الكل يعرف بان هذين الحزبين الكورديين هما حزبين سياسيين ولهم قاعدة عريضة من الجماهير ولهم تاريخ سياسي كبير ومطالب مشروعة. الحل يجب ان يكون حلا سلميا مع هذين الحزيين مع معرفة الجميع ان مثل هذه التجمعات لا تتواجد في القرى والتجمعات السكانية التي تتعرض للقصف.
نحن في منظمة الخضر الاوربية الكوردستانية ندرك جيدا ان حكومتي طهران وانقرة ما كانتا تتماديان في انتهاك السيادة العراقية لولا ضعف الحكومة العراقية وعجزها عن اتخاذ القرار اتجاه هذه الاعتداءات .
وهذه الاعتداءات جميعها مخالفة للقانون الدولي وقوانين حقوق الانسان الدولية كما جاء في البروتوكول الاول الاضافي الملحق باتفاقيات جنيف لسنة 1977 لحقوق الانسان في البند ” ب ” من الفقرة الخامسة من المادة 51 الذ اعتبر ” انه بمثابة هجمات عشوائية ، الهجوم الذي يتوقع منه ان يسبب خسارة في أرواح المدنيين او اصابتهم او الأضرار بالأعيان المدنية او ان يحدث خليطا من هذه الخسائر والاضرار يفرض في تجاوز ما ينتظر ان يسفر عنه ذلك الهجوم من ميزة عسكرية ملموسة ومباشرة وهو مبدأ يعني ضرورة الأخذ بعين الاعتبار بين المكاسب العسكرية المتوقعة وما يمكن ان يصيب من خسائر.
واشار البند ( ب) من الفقرة الثانية من المادة 57 من البروتوكول الأول الاضافي لسنة 1977 إلى انه ” يلغى او يعلق أي هجوم اذا تبين ان الهدف ليس هدفا عسكريا ، او انه مشمول بحماية خاصة ، او ان الهجوم قد يتوقع منه ان يحدث خسارة في أرواح المدنيين او الحاق الاصابة بها ، او الأضرار بالاعيان المدنية دون ان يحدث خلطا من هذه الخسائر والاضرار ، وذلك بصفة عرضية تفرض في تجاوز ما ينتظر ان يسفر عنه ذلك الهجوم من ميزة عسكرية ملموسة ومباشرة ” ولكن للاسف ان تركيا وايران تتجاهلان كل القوانين الدولية وتتصرف كدول خارجة عن القانون الدولي وغير ملتزمة بالاتفاقيات والبروتوكولات الدولية ، والغريب في الامر سكوت الدول والاطراف الدولية الموقعة على هذه الاتفاقات والمعاهدات الدولية بصمت عن كل هذه الممارسات المخالفة التي ترتكب من الجانب التركي والايراني .
نحن كمنظمة الخضر الاوربية الكوردستانية نندد بحملات القصف العدوانية والاعتداءات السافرة على اراضينا وما تمثله من انتهاك صارخ للبيئة والانسان ونطالب بوقف فوري ونهائي لهذه الممارسات القمعية واحترام سيادة العراق وايجاد حلول سياسية عبر قنوات دبلوماسية وليس باستخدام العسكرة والعنف . كما نناشد الحكومة العراقية باستخدام كل الوسائل السلمية والقانونية والدبلوماسية، والمصالح الاقتصادية الضخمة للدولتين في بلادنا، كأداة للضغط عليهما كي تكفا عن العدوان وتحترما سيادة العراق وحرمة اراضيه . ونظم صوتنا الى الدعوات الجماهيرية التي انطلقت في المدن الكوردستانية والاوربية، مطالبة الحكومة باتخاذ مواقف سياسية و دبلوماسية اشد حزما تجاه كل من طهران و انقرة، ونناشد مجلس الامن الدولي بالتدخل لوقف الاعتداءات التركية الايرانية على حدود كوردستان العراق .