لزلزال هو ظاهرة طبيعية عبارة عن اهتزاز أرضي سريع يعود إلى تكسر الصخور وإزاحتها بسبب تراكم إجهادات داخلية نتيجة لمؤثرات جيولوجية ينجم عنها تحرك الصفائح الأرضية. قد ينشأ الزلزال كنتيجة لأنشطة البراكين أو نتيجة لوجود انزلاقات في طبقات الأرض
تؤدي الزلازل إلى تشقق الأرض ونضوب الينابيع أو ظهور الينابيع الجديدة أو حدوث أمواج عالية إذا ما حصلت تحت سطح البحر ( تسونامي )فضلا عن آثارها التخريبية للمباني والمواصلات والمنشآت.
قياس قوة الزلزال بمقياس ميركالي مقياس ريختر: جهاز مقياس ريختر يقوم ب قياس الطاقة المنبعثة من بؤرة أو مركز الزلزال. وهذا الجهاز عبارة عن مقياس لوغاريتمي من 1 إلى 9، حيث يكون الزلزال الذي قوته 7 درجات أقوى عشر مرات من زلزال قوته 6 درجات، وأقوى 100 مرة من زلزال قوته 5 درجات، وأقوى 1000 مرة من زلزال قوته 4 درجات وهكذا. ويقدر عدد الزلازل التي يبلغ مقياس قوتها من 5 إلى 6 درجات والتي تحدث سنويا على مستوى العالم حوالي 800 زلزال بينما يقع حوالي 50.000 زلزال تبلغ قوتها من 3 إلى 4 درجات سنويا ، كما يقع زلزال واحد سنويا تبلغ قوته من 8 إلى 9 درجات.
1-بالغ الضعف أقل من 3.5 لا تشعر به سوى أجهزة القياس و بعض الطيور و الحيوانات .
2- ضعيف جدا 3.5 يشعر به الناس في طبقات الأبراج السكنية العليا
3- ضعيف 4.2 يشعر به الناس في البيوت
4- متوسط 4.4 تهتز الأبواب و النوافذ و المعلقات
5- قوي نسبيا 4.8 تهتز الأبواب بشدة و يتكسر الزجاج
6- قوي 5 يشعر به كل الناس و تتساقط محتويات المنازل
7- قوي جدا 6 يجري الناس في الشوارع و يصعب الوقوف على الأرض و تظهر أمواج في برك السباحة
8- مدمر 6.5 تتصدع المباني القديمة و قد تنجم خسائر في الأرواح
9- مدمر جدا 6.9 تتصدع الطرقات و تتلف الخزانات و أنابيب التديدات الصحية و المجاري
10- شديد التدمير 0 7 تنهار كثير من المباني و تتشقق الأرض و تحدث فيها الإنزلاقات ، و ينجم عنه خسائر كبيرة في الأرواح
11- بالغة التدمير 8. تنهار المباني بصورة شاملة و كذلك السدود ، و تتلوى خطوط السكك الحديدية ، مع خسائر كبيرة بالأرواح
12- كارثي 9 تتطاير كل المباني بلا استثناء ، و تغطس الشواطئ و ما عليها في التوزيع الجغرافي العالمي للزلازل:
احزمة الزلازل .
يوجد في العالم حوالي سبعة احزمة زلزالية رئيسية ،ومنها منطقة جبال الالب في جنوب اوربا وحزام صدع الاناضول وحزام وسط المحيط الأطلنطي، ويشمل غرب المغرب، ويمتدّ شمالاً حتى إسبانيا وإيطاليا ويوجوسلافيا واليونان وشمال تركيا، ويلتقي هذا الفالق عندما يمتدّ إلى الجنوب الشرقي مع منطقة “جبال زاجروس” بين العراق وإيران، وهي منطقة بالقرب من “حزام الهيمالايا”. تقع موقع كردستان ضمن حدود هذا الحزام.
لماذا تحدث الزلازل في العالم ومنها في كردستان.
كانت الأرض منذ نشأتها جسمًا ساخنًا كسائر الكواكب، وحينما برد كوّن الغلاف المائي وجذب له الغلاف الهوائي، ومع زيادة البرودة.. تكوَّنت الطبقة الصلبة الخارجية المعروفة باسم القشرة، لكن باطن الأرض ظل ساخنًا حتى الآن، ويحتوى على صهير للمعادن يموج بظاهرة تعرف بتيارات الحمل الداخلية، التي تعمل بالاشتراك مع الحرارة المرتفعة جدًّا على تآكل الصخور الصلبة في القشرة الصلبة وتحميلها أو شحنها بإجهادات وطاقات عظيمة للغاية تزداد بمرور الوقت، والقشرة نفسها مكوّنة من مجموعة من الألواح الصخرية العملاقة جدًّا، كل لوح منها يحمل قارة من القارات أو أكثر، وتحدث عملية التحميل أو الشحن بشكل أساسي في مناطق التقاء هذه الألواح بعضها مع بعض، والتي يطلق عليها العلماء الصدوع أو الفوالق التي تحدّد نهايات وبدايات الألواح الحاملة للقارات، وحينما يزيد الشحن أو الضغط على قدرة هذه الصخور على الاحتمال لا يكون بوسعها سوى إطلاق سراح هذه الطاقة فجأة في صورة موجات حركة قوية تنتشر في جميع الاتجاهات، وتخترق صخور القشرة الأرضية، وتجعلها تهتز وترتجف على النحو المعروف، في ضوء ذلك.. وهذا ما يحدث في كردستان وتسبب من تكرار الهزات الارضية بسبب الخصوصيات الجيولوجية والتكتونية وتواجد احزمة من الفوالق والصدوع العميقة السطحية والتحت السطحية ، حيث تتطايق تقريبا الشبكة النهرية في كردستان على مواقع وامتداد شبكة الفوالق ،ولهذا تقع اغلب مراكز الهزات الاضية في كردستان على امتداد مجاري الشبكة النهرية، ولاسيما في موقع الانحراف الشديد لمجاري الانهار او تلاقي الانهار،( مثل تلاقي نهر الكومل بنهر الخازر بالقرب من جبل مقلوب وتلاقي نهر الخازر بنهر الزاب الاعلى) ،ولذا تقع مراكز اغلب البؤر الزلزالية في منطقة الشيخان بالقرب من جبل مقلوب ، وهناك الكثير من مثل هذه المواقع التي يمكن تحديدها على خارطة الشبكة النهرية وعلى خارطة تضاريس سطح الارض وعلى الخرائط الجيولوجية والتكتونية لأقليم كردستان والمناطق المحيطة به التي تتمركز مراكز البؤر الزلزالية فيها. ولذا من الضروري التجنب من الكبيرة في مواقع تمركز العامل النشاط الزلزالي، مع الاهتمام في ادخال عامل النشاط الزلزالي في انشاء المشاريع الكبيرة في اقليم كردستان.
الأسباب الرئيسية لحدوث الزلازل:
الأسباب الرئيسية الطبيعية والبشرية:
أولا – عامل الحرارة الباطنية الكامنة في باطن الأرض.
ثانيا – تقلصات القشرة الأرضية نبعا لانكماش المائع الناري و تمدده .
ثالثا – الحرارة تزداد باستمرار كلما تعمقنا في باطن الأرض و اقتربنا من المواد الباطنية المسماة (Magma) وهي المسؤولة عن حدوث الزلازل و البراكين عندما تتمدد .
رابعا – تتمدد المواد الباطنية تحت تأثير الحرارة الناتجة عن التفاعلات الكيماوية المستمرة في نواة الأرض.
خامسا – الموجات الكهربية التي تحيط بالأرض .
سادسا – علاقة الموجات الكهربية بالتفاعلات الكيماوية .
سابعا – المواد الإشعاعية ( Radeoactive ) الموجودة في باطن الأرض ، و الطاقة النووية الهائلة المنبعثة من تحطم الذرات في اليورانيوم و الثيوريوم .
ثامنا – وجود الغازات المحبوسة داخل الأرض و تسخينها يساعد أيضا في حدوث الزلازل .
تاسعا- الاسباب البشرية تكمن النشاطات البشرية ، لاسيما الغير المنظمة والعشوائية التي تؤدي الى اختلال التوازن الطبيعي للمناطق التي تجري فيها مثل تلك النشاطات ومنها: بناء السدود الكبيرة التي تزيد عمقها عن 60 مترآ ،افتتاح المقالع والمناجم ( الكبريت ، الفحم ، اليورانيوم وخامات المعادن الاخرى ، النفقات العميقة في المناطق النشطة زلزاليآ ، انهيار الكهاريز والكهوف الطبيعية بفعل تداخل العوامل الطبيعية والبشرية . استخراج المياه الجوفية بكميات مفرطة في احواض المياه الجوفية ، انشاء المشاريع الكبيرة وتوسيع المدن الواقعة ضمن حدود الاحزمة الزلزالية . استخراج النفط والغاز بكميات كبيرة ، ازدياد وتزاحم حركة الشاحنات الكبيرة على الطرق وغيرها من النشاطات البشرية.
الزلازل الاخيرة في منطقة الشيخان:
بعد تعرض منطقة الشيخان الى ثلاثة هزات ارضية في 11 آذار وفي 9 مايس و2في آب من هذا العام ، ظهرت بعض الشائعات (على ان استخراج النفط في منطقة الشيخان كانت السبب في تعرض المنطقة الى الهزات الارضية)، وأثارة بعض وسائل الاعلام هذا الموضوع دون الاستناد الى الادلة والمؤشرات العملية ( علم الزلازل).
اننا في الوقت الذي نؤكد على النشاطات البشرية الكبيرة والغير المنظمة ( ومنها استخراج النفط والغاز) يساهم في احداث اختلال التوازن الطبيعي للتراكيب الجيولوجية وما تحتويه ،ومتى ما وصلت تلك الاختلال الطبيعي الى الدرجة الحرجة قد تؤدي الى تفريغ الطاقة التي تظهر على شكل هزات ارضية محلية.
لتوضيح تاثير استخراج النفط والغاز على تنشيط النشاط الزلزالي في العراق وفي الاقليم نوضح ذلك بمثاليين مايلي:
1- العراق
ينتج العرا ق حاليآ حوالي3.5-3.7 مليون برميل من النفط في اليوم ، ينتج منها حوالي 78% منها في حقول المنطقة الجنوبية و 22% في حقول المنطقة الوسطى والشمالية، ورغم ذلك لا يوجد مؤشرات على تنشيط النشاط الزلزالي في منطقة حقول جنوب العراق مقارنة بالمنطقة الوسطى والشمالية.
2- اقليم كردستان.
نأخذ مثلا حقل النفط في شيخان وحقل تاوكي النفطي في زاخو،حيث تقدر طاقة انتاج حقل تاوكي أكثر من 100 الف برميل في اليوم ، وهو حقل منتج منذ عام 2009 ، بينما لا تتعدى طاقة انتاج حقل النفط في الشيخان من 30-40 الف برميل في اليوم ،كما وانه حقل حديث مقارنة بحقل تاوكي.لذا نقول ، اذا كانت استخراج النفط سببآ رئيسيآ في تعرض منطقة الشيخان الى 3 هزات ارضية خلال الفترة المبينه اعلاه ؟، لكانت النشاط الزلزالي في قضاء زاخو أكثر بكثير من النشاط الزلزالي في منطقة الشيخان ، لأن كميات انتاج النفط في حقل تاوكي أكثر أكثر بكثير مقارنة بأنتاج حقل النفط في الشيخان، كما ان منطقة حقل تاوكي محصورة مابين منطقة الطيات الجبلية العالية والمنطقة الزاحقة ،وهي الأكثر نشاطآ من الناحية التكتونية مقارنة بمنطقة الشيخان التي تقع في منطقة الطيات الجبلية الواطئة( الاكثر أستقرارا مقارنة بمنطقة زاخو).
حماية اقليم كردستان من الكوارث الطبيعية :
بدأت حكومة اقليم كردستان في مرحلته البدائية من مواصلة عمليات التطوير والتنمية في الاقليم ،وهذا يتم من خلال (توسيع النشاطات البشرية في الاقليم من استخراج المياه الجوفية واستخراج النفط والغازوبناء السدود وتوسيع النشاط العمراني في الاقليم )، وتشكل هذا النشاط (بداية تأثير العوامل البشرية – النشاط البشرية ) التي تؤدي الى ( زيادة النشاط الزلزالي من حيث القوة والعدد) .عليه من الضروري التفكير لموضوع مخاطر الكوارث ومنها الزلازل على مستقل الاقليم من خلال التعامل مع هذه الموضوع بشكل مدروس ، وتحديد استشعار المقدمات التي تبني بقرب وقوع الكوارث ومنها الزلال سوف يؤدي الى الحد من النتائج السلبية لها.
نناشد مرة أخرى حكومة اقليم كردستان الى ( انشاء شبكة الرصد الزلزالي في الاقليم) وربطها بالدول المحيطة بها بهدف اتخاذ الاجراءات المناسبة من مواجهة المخاطر وتقليل آثارها عل الاقليم .والجدير بالذكر قدمنا قبل حوالي عامين( مشروع حماية كردستان من الكوارث الطبيعية) الى الجهات المعنية في حكومة اقليم كردستان.
امليين من حكومة الاقليم من تبني هذا المشروع.
اربيل 2 ايلول 2013
ا د . بيوار خنسي – باحث جيولوجي